تقدم في مفاوضات غزة
تقدم في مفاوضات غزة: صفقة تبادل الأسرى على الأبواب وضغوط أميركية لتحقيق اتفاق سريع
11 يناير 2025 | 07:02 مساءً بتوقيت مكة
أفادت تقارير إسرائيلية عن تقدم ملموس في المحادثات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، والتي تهدف إلى إقرار وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وسط ضغوط مكثفة من الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب لتحقيق اتفاق خلال أيام.
وفقًا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن الجانبين قد أحرزا تقدمًا بنسبة 90% في سد الفجوات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين. إلا أن العقبة الرئيسية تتمثل في الخلاف حول الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية من الصفقة، بالإضافة إلى الجدل القانوني حول صياغة الاتفاق، حيث يتمسك كل طرف بحقه في حرية اتخاذ قرارات مستقلة.
وساطة دولية وضغوط أميركية
الوسطاء الإقليميون والدوليون، بما في ذلك قطر ومصر، يكثفون جهودهم لدفع المفاوضات قُدمًا، بينما تسعى واشنطن، عبر مبعوثها الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لإحراز تقدم سريع قبل تنصيب ترامب رسميًا في 20 يناير الجاري.
في خطوة لافتة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قطر نقلت رسالة إيجابية من حركة حماس إلى إسرائيل، تضمنت مرونة في بعض نقاط الخلاف، أبرزها قوائم الأسرى وشروط تنفيذ الصفقة. وبناءً على ذلك، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعًا عاجلًا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس وفريق التفاوض، حيث تمت مناقشة الرد الإسرائيلي على المقترحات القطرية.
تدخل شخصي من ترامب
ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بدأ يتدخل شخصيًا في ملف المفاوضات خلال الأيام الماضية. ووفقًا لما نقله موقع والا الإسرائيلي عن مسؤول بارز، فإن ترامب أعرب عن رغبته في رؤية اتفاق يُنجز قبل توليه منصبه، مشيرًا إلى أن مبعوثه للشرق الأوسط أوصل رسالة واضحة إلى الطرفين، بما في ذلك وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
من جهة أخرى، أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن ترامب أبدى اهتمامًا خاصًا بقضية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وأوعز لفريقه بدفع المفاوضات بأي ثمن لتحقيق إنجاز سريع.
استعداد إسرائيلي لإرسال وفد إلى الدوحة
في السياق ذاته، كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن نية نتنياهو إرسال وفد تفاوضي رفيع المستوى إلى العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بناءً على ما وصفه بـ"التقدم الإيجابي" في مسار المفاوضات. ومن المتوقع أن يضم الوفد ممثلين عن الموساد، والشاباك، والجيش الإسرائيلي، حيث سيعملون على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الصفقة.
وأكدت مصادر للقناة أن تنفيذ الصفقة على مرحلتين يأتي لضمان التزام الأطراف، حيث تشمل المرحلة الأولى الإفراج عن الأسرى كبار السن والمرضى، بينما ستشهد المرحلة الثانية إطلاق سراح العسكريين.
تحديات ومعوقات
على الرغم من هذا التقدم، تواجه المفاوضات تحديات كبيرة. فإسرائيل تتمسك بسيطرتها على معبر رفح ومحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، بالإضافة إلى فرض قيود مشددة على حركة المقاتلين الفلسطينيين في شمال القطاع. في المقابل، تصر حماس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف العدوان العسكري قبل إبرام أي اتفاق.
مأساة مستمرة في غزة
تأتي هذه التطورات وسط معاناة إنسانية هائلة في قطاع غزة، حيث خلف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023 أكثر من 155 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، مع وجود 11 ألف شخص في عداد المفقودين. كما يعاني القطاع من دمار شامل ونقص حاد في الغذاء والدواء، مما يفاقم المأساة الإنسانية التي وصفتها منظمات دولية بـ"الإبادة الجماعية".
أفق المفاوضات
رغم العقبات التي تعترض طريق المفاوضات، تبدو هناك نافذة أمل لإبرام اتفاق شامل يعيد جزءًا من الاستقرار إلى القطاع، خاصة مع دخول أطراف دولية على خط الوساطة وضغوط أميركية مكثفة لتحقيق تقدم سريع. الأيام المقبلة قد تكون حاسمة لتحديد مصير الصفقة وتأثيرها على مستقبل الصراع في غزة والمنطقة بأسرها.